سورة الكهف - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الكهف)


        


{وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّه} يعني: إذا عزمت على أن تفعل غدا شيئا فلا تقل: أفعل غدا حتى تقول إن شاء الله وذلك أن أهل مكة سألوه عن الروح وعن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين فقال: أخبركم غدا ولم يقل إن شاء الله فلبث الوحي أياما ثم نزلت هذه الآية. {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} يعني: إذا عزمت على أن تفعل غدا شيئا فلا تقل: أفعل غدا حتى تقول إن شاء الله وذلك أن أهل مكة سألوه عن الروح وعن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين فقال: أخبركم غدا ولم يقل إن شاء الله فلبث الوحي أياما ثم نزلت هذه الآية.
{وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} قال ابن عباس ومجاهد والحسن: معناه إذا نسيت الاستثناء ثم ذكرت فاستثن.
وجوز ابن عباس الاستثناء المنقطع وإن كان إلى سنة وجوزه الحسن ما دام في المجلس وجوزه بعضهم إذا قرب الزمان فإن بعد فلا يصح. ولم يجوز باستثناء جماعة حتى يكون متصلا بالكلام.
وقال عكرمة: معنى الآية: واذكر ربك إذا غضبت.
وقال وهب: مكتوب في الإنجيل: ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب.
وقال الضحاك والسدي: هذا في الصلاة.
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا الحسن بن أحمد المخلدي حدثنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها».
{وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لأقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} أي: يثبتني على طريق هو أقرب إليه وأرشد.
وقيل: أمر الله نبيه أن يذكره إذا نسي شيئا ويسأله أن يهديه لما هو خير له من ذكر ما نسيه.
ويقال: هو أن القوم لما سألوه عن قصة أصحاب الكهف على وجه العناد أمره الله عز وجل أن يخبرهم أن الله سيؤتيه من الحجج على صحة نبوته ما هو أدل لهم من قصة أصحاب الكهف وقد فعل حيث أتاه من علم الغيب المرسلين ما كان أوضح لهم في الحجة وأقرب إلى الرشد من خبر أصحاب الكهف.
وقال بعضهم: هذا شيء أمر أن يقوله مع قوله: {إن شاء الله} إذا ذكر الاستثناء بعد النسيان وإذا نسي الإنسان {إن شاء الله} فتوبته من ذلك أن يقول: {عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا}.


قوله عز وجل: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ} يعني: أصحاب الكهف. قال بعضهم: هذا خبر عن أهل الكتاب أنهم قالوا ذلك. ولو كان خبرا من الله عز وجل عن قدر لبثهم لم يكن لقوله: {قل الله أعلم بما لبثوا} وجه وهذا قول قتادة. ويدل عليه قراءة ابن مسعود: {وقالوا لبثوا في كهفهم} ثم رد الله تعالى عليهم فقال: {قل الله أعلم بما لبثوا}.
وقال الآخرون: هذا إخبار من الله تعالى عن قدر لبثهم في الكهف وهو الأصح.
وأما قوله: {قل الله أعلم بما لبثوا} فمعناه: أن الأمر من مدة لبثهم كما ذكرنا فإن نازعوك فيها فأجبهم وقل: الله أعلم بما لبثوا أي: هو أعلم منكم وقد أخبرنا بمدة لبثهم.
وقيل: إن أهل الكتاب قالوا: إن هذه المدة من لدن دخلوا الكهف إلى يومنا هذا ثلاثمائة وتسع سنين فرد الله عليهم وقال: {قل الله أعلم بما لبثوا} يعني: بعد قبض أرواحهم إلى يومنا هذا لا يعلمه إلا الله.
قوله تعالى: {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} قرأ حمزة والكسائي {ثلاثمائة} بلا تنوين وقرأ الآخرون بالتنوين.
فإن قيل: لم قال ثلاثمائة سنين ولم يقل سنة؟.
قيل: نزل قوله: {ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة} فقالوا: أياما أو شهورا أو سنين؟ فنزلت: {سنين}.
قال الفراء: ومن العرب من يضع سنين في موضع سنة.
وقيل: معناه ولبثوا في كهفهم سنين ثلاثمائة.
{وَازْدَادُوا تِسْعًا} قال الكلبي قالت نصارى نجران أما ثلاثمائة فقد عرفنا وأما التسع فلا علم لنا بها فنزلت.


{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} روي عن علي أنه قال: عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلاثمائة شمسية والله تعالى ذكر ثلاثمائة قمرية والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة سنة ثلاث سنين فيكون في ثلاثمائة تسع سنين فلذلك قال: {وازدادوا تسعا}.
{لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} فالغيب ما يغيب عن إدراك والله عز وجل لا يغيب عن إدراكه شيء.
{أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} أي: ما أبصر الله بكل موجود وأسمعه لكل مسموع! أي: لا يغيب عن سمعه وبصره شيء.
{مَا لَهُمْ} أي: ما لأهل السموات والأرض {مِنْ دُونِهِ} أي من دون الله {مِنْ وَلِيٍّ} ناصر {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} قرأ ابن عامر ويعقوب: {ولا تشرك} بالتاء على المخاطبة والنهي وقرأ الآخرون بالياء أي: لا يشرك الله في حكمه أحدا. وقيل: الحكم هنا علم الغيب أي: لا يشرك في علم غيبه أحدا.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8